أدى السعوديون (الشيعة) في القطيف صلاة الجمعة لأول مرة بعد أن أقامها الشيخ حسن الصفار في جامع بحي المجيدية الجمعة ما قبل الماضية دون أن تذاع الخطبة عبر مكبرات الصوت خارج المسجد، وكان الصفار قد تناول في خطبته مواضيع حول القمة العربية التي تبدأ أولى أيامها الأربعاء المقبل، مطالبًا القادة العرب بالعمل على إحياء الوحدة العربية بعد أن استعرض قضايا سياسية عربية أبرزها قضايا العراق ولبنان ودار فور، وأشاد الشيخ الصفار بالجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة السعودية في توحيد الصف الفلسطيني بما مكَّـن من تحقيق حكومة وحدة وطنية.
وتمثل مدينة القطيف مركزًا لأكبر منطقة شيعية في السعودية تقع على بعد 400 كلم شرق العاصمة الرياض، تأتي بعدها منطقة الأحساء كثاني أهم المناطق الشيعية في السعودية.
وقد راج في أوساط سعودية بأن الشيخ الصفار كان يطالب بتصريح من السلطات السعودية لإقامة صلاة الجمعة وهو السبب في عدم إقامتها من قبل.
إلا أن مقربين من الشيخ الصفار نفوا لـ "إيلاف" منع السلطات في السعودية إقامة صلاة الجمعة في المدن الشيعية مستبعدين أن المنع الحكومي سبب لذلك.
موضحين أن أسباب عدم إقامتها في السابق يعود لأسباب شرعية مذكرين بإقامة الشيعة في السعودية لصلاة الجمعة في كثير من المدن الشيعية مثل سيهات والعوامية والأحساء، وغير الشيعية مثل الدمام والخبر التي يأم فيها السيد علي الناصر في الأولى، وابنه السيد هاشم في الثانية.
يشار إلى أن السعودية تشهد مرحلة ذهبية في التعايش السلمي بين الشيعة والسنة لا سيما في العقود الأخيرة بعد أن شابها توتر فترة من الزمان قبل نحو ثلاثة عقود، وهو ما يجعل الشيعية يؤدون طقوسهم الدينية بحرية في مناطقهم، كما يؤدون الفروض الشرعية وعلى رأسها الصلاة في المناطق الأخرى دون تحفظ من الأكثرية السنية، لا سيما في بيئات العمل والمساجد السنية على إنفراد. فضلاً عن وجود روابط نسب وقرابة بين السنة والشيعة في المنطقة الشرقية من السعودية على الرغم من أن عدد حالاتها قليل نسبيًا.