قوله صلى الله عليه وسلم( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به )) يعني أن الشخص يجب عليه أن يعرض عمله على الكتاب والسنةويخالف هواه ويتبع ما جاء به صلى الله عليه وسلم ، وهذا نظير قوله تعالى :{ وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم }[الأحزاب:36].فليس لأحد مع الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم أمر ولا هوى.
وعن إبراهيم بن محمد الكوفي قال : رأيت الشافعي بمكة يفتي الناس ، ورأيت إسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل حاضرين ، فقال أحمد لإسحاق : تعال حتى أريك رجلاً لم تر عيناك مثله . فقال له إسحاق: لم تر عيناي مثله؟! قل نعم ؛ فجاء به فوقفه على الشافعي فذكر القصة إلى أن قال : ثم تقدم إسحاق إلى مجلس الشافعي فسأله عن كراء بيوت مكة ،فقال الشافعي: هذا عندنا جائز . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(فهل ترك لنا عقيل من دار ))؟ فقال إسحاق:أخبرنا يزيد ابن هارون عن هشام عن الحسن أنه لم يكن يرى ذلك ، وعطاء وطاووس لم يكونا يريان ذلك، فقال له الشافعي: أنت الذي تزعم أهل خرسان أنك فقيههم؟ قال إسحاق: كذا يزعمون! قال الشافعي: ما أحوجني أن يكون غيرك في موضعك فكنت آمراً بفرك أذنيه، أنا أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأنت تقول : قال عطاء وطاووس والحسن وإبراهيم، هؤلاء لا يرون ذلك؟ وهل لأحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة ؟ ثم قال الشافعي: قال الله تعالى :{للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم }[الحشر:8]. أفتنسب الديار إلى مالكين أو غير مالكين؟قال إسحاق: إلى مالكين. قال الشافعي :فقول الله تعالى أصدق الأقاويل . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( من دخل دار أبي سفيان فهو آمن )). وقد اشترى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه دار الحجلتين . وذكر الشافعي جماعات من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له إسحاق:{سواء العاكف فيه والباد }[الحج:25].فقال له الشافعي: فالمراد به المسجد خاصة ، وهو الذي حول الكعبة ، ولو كان كما تزعم لكان لا يجوز لأحد أن ينشد في دور مكة ضالة، ولا تحبس فيها البدن ، ولا تلقى الأرواث ، ولكن هذا في المسجد خاصة ، فسكت إسحاق ولم يتكلم فسكت الشافعي عنه